التقاليد العائلية في الوقاية من تعاطي المخدرات

المخدرات هي أخطر كارثة إنسانية في التاريخ، وقد تطورت إلى تجارة دولية غير قانونية برعاية عصابات منظمة هدفها تدمير طاقات وقدرات وقيم الشباب، وكنزها الحقيقي، وهذا يفسد إفراغ المجتمع من العقول المبدعة فيه حتى يظل مجتمعًا متخلفًا يسهل السيطرة عليه .

الأسرة التى يسودها الحب والاحترام والمودة، تكون بعيدة عن الانحرافات المخدرات
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة عام2000م عن ظاهرة المخدرات، فإن عدد الدول التي تعاني من التعاطي والإدمان إلى (134) دولة، والمعروفة باسم الدول المستهلكة للمخدرات، أي أن مواطنيها ورعاياها يستخدمون أو يدمنون المخدرات، كما تمر المخدرات وتعبر الحدود بين قرابة (170) بلداً حول العالم، ولدينا أيضا مراهقين من كلا الجنسين وقعوا ضحية لهذه الظاهرة، وبلغت تجارة المخدرات العالمية 500 بليون دولار سنويا، أصبحت تجارة العقاقير المخدرة تمثل المرتبة الثالثة من حيث الحجم، حيث تراوحت بين 9-10٪ من حجم التجارة العالمية، بعد تجارة النفط والأسلحة، ويبين هذا المؤشر أن المخدرات أصبحت مشكلة عالمية وأنه يلزم على الجميع ابراز الجهود لمواجهة تلك الظاهرة .

الأسرة التى يسودها الحب والاحترام والمودة، تكون بعيدة عن الانحرافات المخدرات
تشير المؤشرات إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت تعاني من هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة، بالرغم من أن عدد حالات المخدرات المسجلة في المملكة بلغ 56 حالة عام 1970، وفي عام 2000 بلغ (15297) حالة، وزاد من العام السابق (1999) بنسبة 14٪ .

دور الأسرة في الوقاية من المخدرات

 تساهم الأسرة في الحفاظ على الأطفال من هذه الظاهرة الغريبة والداخلية في مجتمعنا، لذلك يجب ملاحظة أن تربية الأطفال لا تعني الاهتمام برعايتهم عقليًا ومعنويًا فقط، بل يجب أن تكون حذرة في رفع مستوى التعليم الجيد الذي لا تقل أهمية عن ما كان مطلوبًا من قبل لتحقيق التوازن بين الوجود الإنساني، والذي يتم فقط من خلال تربية الأطفال على قيم الدين الحقيقي وتسوية أرواحهم على قوة وطاعة الله لأن هذا هو خط الدفع الداخلي والأخير التي يقودها الإنسان عند الضرورة لمواجهة شرور نفسه وإغراءات العالم وهوس الشيطان .

التقاليد العائلية في الوقاية من تعاطي المخدرات

الأسرة هي أول خلية في المجتمع، وهي أول بيئة يتم فيها إنشاء الطفل، وتتطلع الأسرة بدور إدراك الأطفال والتحكم وخلق جو مستقر لهم لتجنب خطر الإدمان من خلال :
1- تقديم القدوة الحسنة، فمثلا الأب الذي يدخن لا يمثل قدوة حسنة لأبنائه، فمهما قدم لهم من توعية ونصائح حتى يحذروا التدخين فإن نصائحه تضيع مهب الرياح .
2- الحفاظ على جو من الهدوء والسلام والسعادة والحب داخل الأسرة، يجعلها عائلة مستقرة وممتعة وتكون حصن ضد الإدمان .
3- عندما تحدث بعض الاختلافات بين الزوج والزوجة يجب حلها بعيدا عن عيون الأطفال وآذانهم .
4- إن زرع الأطفال في الكنيسة أو الجامع منذ شبابهم، وغرس القيم الدينية فيها، وتعزيز الوعي الديني الذي يعزز الضمير، والضمير القوي هو حصن الأمان ضد الإدمان .
5- يجب على الآباء مساعدة الأطفال على بناء شخصياتهم، حيث اعتادوا على قول "نعم" لكل شيء صحيح، و "لا" لكل ما هو خطأ مهما كانت آراء الآخرين، مهما كان ضغط الأصدقاء .
6- تتبع وتصحيح سلوك الأطفال داخل المنزل وخارجه، ومساعدتهم على اختيار الأصدقاء وأسرهم .
7- يجب أن تكون الأسرة على وعي بحجم مشكلة الإدمان وانتشارها في المجتمع، وأن لا تكون غافلاً .
8- إن اكتشاف الطاقات الكامنة في الأبناء وتفجيرها، فالابن المتفوق يصعب وقوعه في إدمان المخدرات، كما ذكرنا سابقاً، أن الابن الفاشل هو الأقرب إلى السقوط في براثن الإدمان .
9- اتبع طريقة التوازن التربوي للأطفال فلا نقسو عليهم، ولا تعطيهم إفسادًا مفسدًا، لكننا نعرض الحب بحزم وجدية .